مخاطر الفكر التكفيري على لبنان وسبل الحد منها على الصعيدين الإجرائي والقانوني
يخطئ من يعتقد أنّ الفكر التكفيري هو فكر إسلامي لأنّ الفكر التكفيري ظهرعبرالتاريخ لدى الخوارج ولأغراض سياسية أهمّها الوصول إلى السلطة، فاستحلّوا دماء الصحابة رضي الله عنهم وقتلوا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، واليوم يظهر الفكر لنفس الأغراض، فاستحلوّا دماء المسلمين وغيرهم من الأبرياء للوصول إلى أغراض سياسية عن طريق الإرهاب.
عوامل إنتشار الفكر التكفيري
الفكر التكفيري ينتشر في أوقات الأزمات. ففي زمن علي بن أبي طالب كانت هناك أزمة إنتقال السلطة في المجتمع الإسلامي وأزمة تحّول المجتمع من بسيط إلى مجتمع أكثر رفاهية.وفي الفترة التي إنتعش فيها فكر القاعدة إرتبطت بتحوّل في رؤية الغرب تجاه الاعلام الإسلامي وإعتباره عدواً, ونشوء فلسفة صِدام الحضارات وتحوّلها إلى واقع وسياسة على يد المحافظين الجدد, وإحتلال بلدان في العالم العربي كالعراق, وفي العالم الإسلامي كأفغانستان.
فائض طاقة في المجتمع
تلحظ الديموغرافيا أن مجتمعات الشباب ما بين (١٨و٢٥سنة) هي أكثر الفترات التي يستجيب فيها الشباب للأفكار الغريبة أو يرى أنّ من حقه أن يقرر لمجتمعه ما يجب عليه أن يفعله, لذلك نرى في تاريخ فكر التكفير والخوارج بشكل عام أنهم حدثاء الأسنان – أي صغار في السن.
سوء الأوضاع الاقتصادية
يجعلهم يتقبلون أي مشروع يؤدي إلى تقبل الأفكار المنحرفة، والتي منها فكرة تكفير المجتمع وتكفير الأنظمة. إن الأنظمة تتحمل المسؤولية عن سوء الأوضاع الإقتصادية, لكن لا يكون العلاج بالتكفير واللجوء إلى العنف. لذا نلاحظ أن الجماعات التكفيرية تنمو بسرعة في المجتمعات الفقيرة.
روايات تنسب إلى النبي(ص) :
هي في الواقع موضوعة بهدف زرع الفتنة بين المسلمين، وللأسف هذه الروايات موجودة في كتب جميع المسلمين بكثرة، وتتسم هذه الروايات بإثارة العصبيات بين المسلمين، لذا فثقافة المسلمين حول علم الحديث ضعيفة, وكتب الحديث موجودة بمتناول الجميع, وهي مليئة بالاحاديث الضعيفة، من دون قدرة المسلمين على معرفتها.
قراءة خاطئة للتاريخ الإسلامي
كونه مليئاً بالحروب والصراعات والفتن بين المسلمين، يتعرّض التاريخ الإسلامي إلى قراءة خاطئة من قِبل المسلمين أنفسهم الذين لايحسنون فهم جوهر الدين الإسلامي وتاريخه.
التضليل
لا يخفى أنّ بعض الشعارات التي تطلقها الجماعات التكفيرية ظاهرها صحيح، وهو أن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى عملية تغيير، حيث هناك مخالفات كثيرة وكبرى للشريعة. ولكن هؤلاء يلجأون إلى طرح فلسفة التغيير بالقوة وباللجوء إلى العنف والإرهاب، وإسقاط الأنظمة بالقوّة ممّا يسرّع بحسب إعتقادهم في عملية التغيير في المجتمع الإسلامي.
السمات النفسية لمن يعتنق الفكرالتكفيري
هو يرى كل ما حوله من عوالم وأفكار وبشر مناقض للإسلام, ومن ثم يجب أن يتم إعادتهم إليه عن طريق إعادة تعريفهم بالإسلام, والعلم والعالم والدار, وكأنه يكتشف للمرة الاولى هذه المفاهيم التي كانت موجودة أصلاً.
أضف إلى ذلك الجهل بالدين وبأدوات التخريج العلمي والقياس الفقهي، خاصةً أن كل من يذهب للتكفير لم يتلق تعليماً دينياً مدرسياً.وهو لا يملك الادوات التي تمكنّه من فهم أحكام الشرعية وتطبيقها على الواقع, كما لا يمكنه أن يسبر الفروق بين أنواع الواقع المختلفة التي تطبق فيها الأحكام. كما أن التأمل في المقاصد الشرعية للأحكام ليست داخلة في إهتمام هؤلاء التكفيريين الذين يرفضون آليات إدارة المجنمعات المعاصرة, مثل إختيار الحكام عن طريق صناديق الإقتراع, أوتأسيس أحزاب سياسية أو إعتبار البرلمانات أداة حديثة للتشريع لتحقيق مصالح الناس.
تحريف الدين في السلوكيات والاهداف
لا شكّ في أن الاهداف المركزية للقوى التكفيرية، أن تجعل الناس في حالة شك بسماحة الدين الإسلامي القائم على السلام والأمان، بالتوازي مع النيل من القرآن الكريم كدستور للدين ومصدر لشرائعه، والإستهانة بالحج إلى الكعبة كأحد أركانه. ولذلك وجدت تنظيمات تدّعي "الأسلمة" قادرة على أن تبيح وتستبيح وترتكب عظائم الأمور وكبائرها بإسم الدين الذي جاء "رحمة للعالمين". وهي تعمد إلى تحوير النصوص ومحاولة فرضها، والإستعانة برداء ديني لتبرير الإسترقاق والنحر والفتك والهتك والإجرام، بإعتبارها فرائض "الجهاد" على طريق إقامة دولة إسلامية.
الدعوة إلى إعادة كتابة القرآن
لم يكتف التكفيريون بإلصاق التُهم جزافاً بحق القرآن الكريم كمشرّع لأحكامهم، بل تجرأوا على الدعوة لإعادة كتابته، لأنه محرّف ومكتوب بيد المندسّين من رجال الدين وسيتم تصحيحه، وهناك آيات ستضاف، وأخرى ستعدّل مثل سورة "الكافرون"، وآيات التطهير.
والأكثر جحوداً من ذلك، ما نقلته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية خلال شهر آب الفائت عن لسان أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، إذ تعهّد هدم الكعبة المشرّفة، بيت الله الحرام، وقُبلة المسلمين. والملفت أنّ هذا التهديد سبق أن أطلقه سياسيون مثل «آن كولتر» الصحفية والسياسية الأميركية التي دعت لغزو بلاد المسلمين بعد أحداث ١١ أيلول ٢٠٠١ وقتل قادتهم، و«توم تانكريدو» عضو الكونغرس الذي لوّح في العام ٢٠٠٥ بقدرة بلاده على إزالة الأماكن المقدسة للمسلمين من الخريطة. وعندما سئل إذا كان يقصد الكعبة، قال: نعم!
وبدعوته إلى هدم الكعبة، ينسف البغدادي ركن الحج, وهو فريضة أساسية في الدين الإسلامي، مثله مثل فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فكيف يكون ذلك؟! أم أن تبادلاً للأدوار بين مسؤولين صهاينة وآخرين إسلاميين يجري لمحاولة هدم الكعبة, بحيث يتم إستغلال نصوص دينية متشددة تعتبر التطواف بالكعبة كالتطواف بالأصنام؟
بدع مختلفة ومتخلّفة
لعل الأخطر في كل الفتاوى التي يطلقها التكفيريون، الفتوى التي تجيز للفتاة – بل وتجبرها على – منح نفسها للمقاتلين في سوريا والعراق تلبية لرغباتهم الجنسية ولرفع معنوياتهم القتالية. وهذا الفعل هو بالنسبة إليكم بحكم الجهاد الذي من شروطه "الذكورة" بشكل قطعي. ولايخضع "جهاد المناكحة" لشروط حدّدها الشرع من العدّة بعد الطلاق أو الولاية في الزواج أو الإشهار أو التوثيق وشهادة العدول, بل يقوم المقاتلون بإبرام عقود نكاح "شرعية" مع فتيات, وحتى نساء متزوّجات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة, يتم على اثرها الطلاق وذلك لاعطاء الفرصة لمقاتل آخر. ما يعني أنّ الفتاة يمكن أنّ تتزوّج في اليوم عشرين مرة. فأي جهاد ذاك الذي يدير الفاحش وينتهك انسانية المرأة التي قدّسها الاسلام وكرّمها؟ هذه البدع المختلفة والمتخلّفة تضع أصحابها في تناقض صارخ بين ما يعلنونه من صيانة الاسلام للمرأة من خلال فرض الحجاب ومنع الاختلاط, وبين ما يشيرعنوانه من استغلال بشع لجسد المرأة وتجريدها من كل أبعادها الانسانية. وما ذلك حتماً سوى دعوات للزنا وممارسته تحت اسم الدين لتشويه صورته.
أمّا ما يجري من انتهاك لحرمات المساجد وتدميرها, فهو بالأمر المستهجن كذلك لأناس يدّعون الاسلام, فقد قام التكفيريون- على سبيل المثال لا الحصر- بتدمير مسجد النبي يونس (ع) بالموصل/العراق, ودمّروا مسجدا مجاورا له هو مسجد الامام ابن الحسن. ولم تكن تلك الفعلة هي الأولى من نوعها, حيث شهدت مدينة الموصل خلال الأشهر الماضية تفجير عدد من الأضرحة الدينية, مثل مرقد النبي دانيال, والعديد من اضرحة الأولياء والصالحين.
١٧٤- الحُكم باسم الدين
لقد هدم التكفيريون جميع الكنائس في الموصل وعدداً كبيراً منها في سوريا, وذلك على الرّغم من انّ حكم العلاقة مع غير المسلمين في الاسلام يمنع التعرّض لهم أو قتالهم طالما لم يؤذوا المسلمين. فلماذا يتهجّم التكفيريون على المسيحيين ويُرهبونهم بل يفرضون دين الله عليهم بقوة السيف, ويخرجونهم من أراضيهم,ألم يقرأوا قوله تعالى«لا إكراه في الدين»؟!
إنّ هؤلاء يدّعون الحُكم باسم الدين خدمةً لمشاريع ومآرب اخرى تطمس جوهر الاسلام وتشوّه صورته, وتندرج ضمن مخططات استخبارية استعمارية متعدّدة, هدفها زرع الفتنة وإشاعة الفوضى العارمة في منطقتنا, لنهب ثرواتها ومحو تاريخها وتغيير جغرافيتها.
وفي هذا السياق, جاء كلام الشيخ الأزهر أحمد الطيب يقول فيه: «هؤلاء المجرمون استطاعوا أن يصدّروا للعالم صورة شوهاء مفزعة عن الاسلام والمسلمين, وجمع التنظيمات الارهابية من الدولة الاسلامية الى جبهة النصرة وسواهما هي صنائع استعمارية تعمل في خدمة الصهيونية لتنفيذ ختّطها لتدمير المنطقة العربية».
إعداد : النقيب دوري غادر
إشراف : المقدم أنور حمية
نقاط التشابه والإختلاف بين تنظيمَي القاعدة وداعش.
(مقتطف من بحث بعنوان: التنظيمات الأصوليّة في الشرق الأوسط وتأئيرها العقائدي والميداني وتداعياتها على لبنان وعلى الأوضاع العامّة في الشرق والعالَم)
إعداد: النقيب رواد المهتار
إشراف: المقدّم أنور حميّة
الفرق بين القاعدة وداعش
إنّ اسم "داعش" كان قبل بضعة سنوات غير مألوف بالنسبة لغالبيّة سكّان العالَم. أمّا اليوم فنرى أنّ الواقع أصبح مختلفاً تماماً. فقدْ أوجد هذا التنظيم المتطرّف، الذي غيّر اسمه حاليّاً ليصبح "تنظيم الدولة الإسلاميّة"، مكانة عالميّة وإعلاميّة تجعله يبدو تنظيماً قويّاً.
تعمل عمليّات الإحتلال الواسعة التي تترافق مع تنفيذ إعدامات جَماعيّة تُنشر ليشاهدها العالَم، وعمليّات قطع الرؤوس التي كان يشاهدها الرئيس باراك أوباما من غرفته في البيت الأبيض، على تثبيت تلك المكانة الجديدة للتنظيم الإسلامي على أنّه رأس حربة الإسلام المتطرّف. وخلال أشهر معدودة وبشكل لا مفرّ منه، فرَض تنظيم الدولة الإسلاميّة، المنبثق عن القاعدة، سيطرته، كممثّل أساسي ووحيد للإسلام المتطرّف، على مناطق واسعة آخذاً في الواقع مكان القاعدة.
مصدر التنظيمَيْن
أوّلاً، كما سبق وأشرنا، إنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة سبق التنظيم الممثّل للقاعدة في العراق. وداعش، بعد فترة قصيرة من بدء عملها تحت حماية القاعدة، بدأت تنفيذ عمليّات عنيفة ، مثل عمليّات الإنتحار، الإختطاف والإعدام في العراق، دون تنسيق مع "القيادة"، ممّا أثار خلافات أدّت لاحقاً إلى انفصال التنظيمَيْن. ترافق ذلك الإنفصال مع إطلاق تصريحات حادّة من قبَل الطرفَين: ادّعت داعش أنّ القاعدة باتت تنحرف عن مسارها النزيه ولم تعد قاعدة الجهاد العالمي. وبالمقابل، صرّحَت القاعدة أنّ لا علاقة لتنظيم "داعش" بها وطلبَت عدم التعاون معه. كما أعلن قائد التنظيم، أبو بكر البغدادي، نفسه خليفة. يتوق التنظيم لاستعادة الأمجاد السابقة وإقامة الخلافة التاريخيّة من خلال احتلال كلّ العالَم. هذا التصريح للبغدادي يبشّر العالَم بأنّ من سيتبع طريق الرسول محمّد (ص) موجود الآن في العالَم، وكلّ من لا يذعن له يُعتبر كافراً. أفراد القاعدة أيضاً تشملهم قائمة "الكفرة".
طريقة العمل
لا يملك تنظيم القاعدة جيشاً نظاميّاً. يختبئ قادة التنظيم ويعمل التنظيم على شكل خلايا وفروع. أشهَر فروع القاعدة حاليّاً هي جبهة النصرة التي تشارك، بشكل فاعل، في القتال ضدّ جيش الأسد في الحرب الأهليّة السوريّة. ولدى القاعدة مئات إن لم يكن آلاف الفروع الأخرى، ومنها "الشباب"، وهي الحركة التي تنشط في الصومال، والجماعة الإسلاميّة التي تنشط في اندونيسيا (واحدة من العمليّات التي نفّذَتها هي تفجير الملهى الليلي في بالي عام ٢٠٠٢ والذي ذهب ضحيّته ٢٠٢ شخصاً)، كما أنّ أيمن الظواهري أعلن مؤخّراً عن إقامة فرع للقاعدة في الهند. هنالك خلاف اليوم بين الدول الغربيّة بخصوص علاقة القاعدة مع "بوكو حرام" من نيجيريا و"أنصار الدين" وهي الحركة التي سيطرَت على مناطق واسعة من شمال مالي. تشير التقديرات إلى أنّ تلك التنظيمات تعمل منفردة وهناك تعاون بينها.
بالمقابل، يطمح تنظيم الدولة الإسلاميّة، فيما يتلاءم مع اسمه، إلى إقامة كينونة سياسيّة مستقلّة، التي هي دولة بحدّ ذاتها. يفرض أفراد التنظيم نظام شريعة متشدّداً جدّاً في كلّ مدينة يحتلّونها، وعلى رأس تلك المدن الرقّة، التي هي عاصمتهم فعليّاً.
الأعداء
يدّعي كلّ من تنظيم القاعدة والدولة الإسلاميّة محاربة "الكفرة". يمكن أن نجد تحت هذا التعريف كلّ الذين لا يعيشون حياة مسلمة سنّيّة متشدّدة (يصلّي خمس مرّات، لا يحتسي الكحول، إلخ). هذا يتعلّق بكلّ من هم ليسوا يهوداً أو مسيحيّين، وهؤلاء أيضاً عليهم دفع الجزية.
ورغم ذلك نجد فارقاً في أهداف كلّ من التنظيمَين. بينما تعمل القاعدة في كلّ العالَم ضدّ أهداف الكفرة وتركّز جهودها على القيام بعمليّات نوعيّة كبيرة ضدّ أهداف غربيّة (مثل تفجيرات ١١/٩، في أميركا وتفجير القطار الأرضي في اسبانيا وغيرها)، نجد أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة يحارب أعداءً ضعفاء. إنّ إنجازات تنظيم الدولة الإسلاميّة التوسّعيّة هي فقط في المناطق الخالية من سيطرة دولة العراق ما بعد صدّام حسين، وفي سوريا المتفكّكة. أمّا في مناطق الحكم المركزي فليس هناك مكان للحكم المركزي للدولة، وبرأي الكثيرين أنّ ما من سيطرة عليه.
الزيّ
من إحدى الطرق الهامّة التي يتمّ انتهاجها لتحقيق النجاح في القرن الـ٢١ هي التسويق لكسب الشعبيّة. يبدو أنّ الدولة الإسلاميّة في هذا المجال تجاوزَت القاعدة منذ زمن. إن كان الناس حول العالَم قد جذبَتهم شخصيّة بن لادن القويّة، أو بدلاً من ذلك تعجّبوا من مهاجمة "رمز العالَم الغربي والحرّ" على شكل تفجيرات ١١/٩، فإنّ الوضع اليوم تغيّر. الدولة الإسلاميّة "أنيقة" وتجذب المسلمين المتطرّفين أكثر. تبدو الفيديوهات العنيفة التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلاميّة للغربيّين فيديوهات مروّعة، إلّا أنّه من خلالها تستطيع الدولة الإسلاميّة دخول قلوب الكثير من المسلمين الذين يشعرون أنّ "الفريضة" هي النهوض وترك حياتهم المريحة والمشاركة في القتال. إعلان شخص ما عن انضمامه أو دعمه للدولة الإسلاميّة هو موضة، الأمر الذي يترك انطباعاً عند الآخرين تماماً مثل شراء "سيّارة بي. أم. دبليو" جديدة. يمكننا أن نتساءل إلى متى ستبقى تلك "الموضة" دارجة، متى ستنتهي، وما الذي سيحلّ مكانها وماذا سيفعل مؤيّدو الدولة الإسلاميّة المتحمّسون عندما لا يعود ذلك التنظيم "ضمن الموضة". برزَت اختلافات وخلافات بين داعش والتنظيم الأمّ "القاعدة"، مع تغيير طريق الإدارة والتجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعاً يعود بشكل كبير، بحسب خبرات الجماعات المتطرّفة إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كلّ من التنظيمَين المتطرّفَين.
وتميّز ٤ فروق رئيسيّة بين تنظيمَي القاعدة وداعش رغم التطابق الأيديولوجي والصلاة العميقة التي تجمعهما.
تتجلّى تلك الفروقات بما يلي:
- بداية التجنيد
كان تنظيم القاعدة يضع شروطاً لانضمام المقاتلين إلى صفوفه، ويخضعهم لاختبارات الخلفيّة الدينيّة والولاء بناءً على التطرّف الفكري الممنهج كما التدريبات العسكريّة القاسية. بينما يضمّ تنظيم داعش إلى صفوفه كُلَّ من بايع زعيمه، سواء ممّن أقلع حديثاً عن المخدّرات أو مَن لديه سوابق إجراميّة، أو من تعاطَف مع التتنظيم سريعاً ليكلّف فوراً بتنفيذ عمليّة نوعيّة.
- الإنترنت
الفرق بين التنظيمَين في التعاطي مع الإنترنت شاسع، حيث كانت استفادة القاعدة من الإنترنت محدودة واقتصرَت على بعض المنتديات والنوافذ، وهو أمر تجاوزه داعش باستغلاله جميع الثروات المعلوماتيّة والتطبيقات الحديثة للحشد والتجنيد، وأسّس مجموعات للمحادثات وشبكة مراسلات للتجنيد عبر موقع تويتر، وهي المساحة الزرقاء الأكثر إغراءً واستثماراً من قبَل التنظيم.
- الوحشيّة
تمثّلَت أعمال الوحشيّة التي نفّذها تنظيم القاعدة بالقتل والإغتيال والعمليّات الإنتحاريّة، لكنّ داعش تجاوَز كلّ هذا وأكثرَ من عمليّات قطع الرؤوس وحرْق الأسرى أو إغراقهم أحياء. كما أَدخَل الأطفال في عمليّات تنفيذ الإعدامات أمام كاميرات عالية الدقّة ليتابعها الملايين عبر الإنترنت.
- وربّما الإختلاف الأبرز بين التنظيمَين يكمن في فكرة "الدولة".
لم يصدرعن تنظيم القاعدة على مدى عقدَين ما يشير إلى نيّته في احتلال أراضٍ أو قضم مناطق وعزلها والتمدّد فيها، فيما أراد داعش على العكس أن يتشبّه بالدول عبر إقامة مؤسّسات سياسيّة وماليّة وقضائيّة وفرض قوانين صارمة على السكّان.
الخاتمة
بالعودة إلى الخلفيّة الإجتماعيّة التي تقف وراء ظهور هذه الحركات الأصوليّة ومقاربتها بالتغيّرات الإجتماعيّة المعهودة، وما تلا ذلك من تفصيل حول كيان وطريقة عمل هذه الحركات، نجد أنّ هناك ضرورة للعمل على مكافحة هذه الآفة بكلّ ما أوتينا من إمكانيّات. وهذه المكافحة يجب ألّا تأخذ الطابع القتالي فقط، بل يجب العمل على المستوى الفكري أيضاً في مجال نشر الوعي الفكري والديني على عدم صوابيّة هذا المعتقَد، كما يجب تنمية المجتمعات والتخفيف من الفقر والعوز فيها وتخفيف الظلم وإحقاق العدالة الإجتماعيّة كَي لا يشعر أيّ فرد في المجتمع بالغبن أو الظلم.
كما يجب تطوير مجتمعنا وتوجيهه نحو الحداثة، مع الحفاظ على القيَم الدينيّة الموروثة عبْر الأجيال السابقة، ومحاولة معالجة المشكلات الطارئة، كالنزوح السوري إلى لبنان، ومشكلة المخيّمات الفلسطينيّة بالطرق المثلى. وقيام جمعيّات أهليّة رديفة للدولة لنشر التوعية ومساعدتها في حلّ المعضلات القائمة، بالتعاون مع المنظّمات الأهليّة والدينيّة التي تلعب دَوراً مهمّاً في هذا الميدان، وإطلاق العنان للأجهزة الأمنيّة للتحرّك في مكافحة الإرهاب، وعدم وضع العصي في الدواليب للحدّ قدرات تلك المؤسّسات.
أصدرفرع الإعلام في المديرية العامة لامن الدولة البيان التالي :
تحركت على الفور عناصر أمن الدولة لإقفال المستودع المذكور بالشمع الأحمر بناءً لإشارة القضاء المختص .
قامت بتاريخه قوة من مديرية البقاع الإقليمية في أمن الدولة مكتب زحلة , بمداهمة مستودع للمواد الغذائية منتهية الصلاحية في منطقة الكرك بزحلة, تخص ص.ع. (من التابعية السورية), وضبطت فيه كميات كبيرة من البضائع المعدة للبيع والتوزيع والتي تبيٌن أن تاريخ صنعها و صلاحيتها مزورة أيضاً .
كما أوقفت عناصر أمن الدولة مجموعة شاحنات نقل كانت تقوم ليلاً بتسلُم و تسليم البضائع المنتهية الصلاحية من ذلك المستودع إلى القرى البقاعية وتم توقيف السائقين وهم من الجنسية السورية أيضاً, بتهمة حيازتهم رخص سوق لبنانية مزوٌرة.
ووفقاً لإشارة القضاء المختص,تمٌ إحالة صاحب المستودع وسائقي الشاحنات إلى التحقيق.
أصدر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا الدفعة الثانية من تشكيلات الضبّاط والتي طالت معظم المراكز الإقليميّة في كافّة المناطق، إضافةً إلى أقسام الشعب والمديريّات المركزيّة في إطار تفعيل عمل المديريّة العامّة، وجاءت التشكيلات على الشكل التالي:
متسلسل |
الإسم والشهرة |
الرتبة |
المركز |
|
ديوان المدير العام |
||
١. |
جوزاف نخلة |
رائد |
ديوان المدير العام – رئيس أمانة سر المديرية العامة ومسيّر أعمال قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامّة |
٢. |
طوني أبو رجيلي |
رائد |
ديوان المدير العام – أمانة سر المديرية العامة |
٣. |
وائل غدار |
رائد |
ديوان المدير العام – مسيّر أعمال مكتب المدير العام |
٤. |
علاء الحاج شحادة |
نقيب |
ديوان المدير العام – رئيس مكتب نائب المدير |
٥. |
خليل عون |
ملازم أوّل |
ديوان المدير العام – مكتب المدير العام |
٦. |
نايف رحّال |
ملازم |
ديوان المدير العام – مكتب المدير العام |
|
شعبة الخدمة والمعلومات |
||
٧. |
سمير البستاني |
عقيد مهندس |
شعبة الخدمة والمعلومات – رئيس قسم التحليل والإستثمار |
٨. |
أيمن محمود |
مقدّم |
شعبة الخدمة والمعلومات – رئيس قسم الخدمة والعمليّات |
٩. |
حسين الخنسا |
ملازم |
شعبة الخدمة والمعلومات – رئيس قسم الإستعلام التقني |
|
مديريّة حماية الشخصيّات |
||
١٠. |
فادي قرانوح |
مقدّم |
مساعد مدير مديريّة حماية الشخصيّات ورئيس قسم حماية الشخصيّات |
|
شعبة شؤون العديد |
||
١١. |
أوليفر الحمصي |
ملازم أوّل |
شعبة شؤون العديد – رئيس قسم التعليم والتدريب |
|
شعبة الشؤون الإداريّة |
||
١٢. |
أحمد شعبان |
رائد |
شعبة الشؤون الإداريّة – رئيس قسم اللوازم ومسيّر أعمال قسم الإستلام |
|
المديريّة المركزيّة |
||
١٣. |
فادي المواس |
مقدّم |
مساعد مدير المديريّة المركزيّة |
|
مديريّة التحقيق المركزي |
||
١٤. |
دوري غادر |
رائد |
مديريّة التحقيق المركزي – رئيس قسم التحقيق |
١٥. |
جوزف الندّاف |
نقيب |
مديريّة التحقيق المركزي – رئيس قسم النظارة وسوق الموقوفين |
|
مديريّة أمن الإدارة العامّة والمؤسّسات |
||
١٦. |
منير ضاهر |
مقدّم |
مديريّة أمن الإدارة العامّة والمؤسّسات – رئيس قسم أمن الإدارة العامّة |
١٧. |
عماد عبد الساتر |
رائد |
مديريّة أمن الإدارة العامّة والمؤسّسات – رئيس قسم أمن المنشآت الحيويّة |
|
مديريّة بيروت الإقليميّة |
||
١٨. |
جول شبيب |
مقدّم |
مساعد مدير مديريّة بيروت الإقليميّة |
١٩. |
جورج بركات |
رائد |
مديريّة بيروت الإقليميّة – رئيس مكتب بيروت الأولى |
٢٠. |
أحمد نصّار |
نقيب |
مديريّة بيروت الإقليميّة – رئيس مكتب بيروت الثانية |
|
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة |
||
٢١. |
أريج قرضاب |
مقدّم |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب الشوف |
٢٢. |
مروان صافي |
مقدّم |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب المتن |
٢٣. |
جوزيف غفري |
رائد |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب كسروان |
٢٤. |
ابراهيم شرقاوي |
رائد |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب بعبدا |
٢٥. |
مروان منصور |
رائد |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب عاليه |
٢٦. |
ربيع الياس |
رائد |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – رئيس مكتب جبيل |
٢٧. |
جو عيد |
ملازم |
مديريّة جبل لبنان الإقليميّة – مكتب المتن |
|
مديريّة الشمال الإقليميّة |
||
٢٨. |
خالد الحسيني |
مقدّم بحري |
مديريّة الشمال الإقليميّة – رئيس مكتب المنية الضنّيّة |
٢٩. |
لبيب سعد |
نقيب |
مديريّة الشمال الإقليميّة – رئيس مكتب البترون |
|
مديريّة عكّار الإقليميّة |
||
٣٠. |
فادي الرز |
مقدّم |
مديريّة عكّار الإقليميّة – رئيس مكتب الجومة |
٣١. |
بسّام الحكم |
رائد |
مديريّة عكّار الإقليميّة – رئيس مكتب حلبا |
٣٢. |
فادي شبيب |
ملازم أوّل |
مديريّة عكّار الإقليميّة – رئيس مكتب القبيّات |
٣٣. |
غيث المصري |
ملازم |
مديريّة عكّار الإقليميّة – مكتب الجومة |
|
مديريّة البقاع الإقليميّة |
||
٣٤. |
محمّد عبد الفتّاح |
ملازم أوّل |
مديريّة البقاع الإقليميّة – رئيس مكتب البقاع الغربي |
|
مديريّة بعلبك الهرمل الإقليميّة |
||
٣٥. |
نبيل الحاج حسن |
رائد |
مساعد مدير مديريّة بعلبك الهرمل الإقليميّة |
|
مديريّة الجنوب الإقليميّة |
||
٣٦. |
فارس الخوري |
رائد |
مساعد مدير مديريّة الجنوب الإقليميّة |
٣٧. |
إيلي وهبه |
رائد |
مديريّة الجنوب الإقليميّة – رئيس مكتب صيدا |
٣٨. |
محمّد فوّاز |
ملازم أوّل |
مديريّة الجنوب الإقليميّة – مكتب صيدا |
٣٩. |
جورج الزملوطي |
ملازم أوّل |
مديريّة الجنوب الإقليميّة – رئيس مكتب جزّين |
٤٠. |
حسن خميس |
ملازم |
مديريّة الجنوب الإقليميّة – رئيس مكتب صور |
|
مديريّة النبطيّة الإقليميّة |
||
٤١. |
حسين علي أحمد |
ملازم أوّل |
مديريّة النبطيّة الإقليميّة – رئيس مكتب النبطيّة |
٤٢. |
مروان موسى |
ملازم |
مديريّة النبطيّة الإقليميّة – رئيس مكتب مرجعيون وحاصبيّا |
٤٣. |
هلال جعفر |
ملازم |
مديريّة النبطيّة الإقليميّة – مكتب مرجعيون وحاصبيّا |
بعد انتهاء دورة تنشئة عسكرية ومسلكية لرتبة رقيب متمرّن في المديرية العامة لأمن الدولة في معهد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الوروار ، يقام احتفال تقديم الرقباء المتمرنين للعلم وأداء القسم القانوني في المعهد المذكور بتاريخ ٢٤-٤-٢٠١٤ بحضور ممثلين عن قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية ومحافظ جبل لبنان.