-
مخاطر الفكر التكفيري على لبنان وسبل الحد منها على الصعيدين الإجرائي والقانوني
٢ حزيران ٢٠١٧يخطئ من يعتقد أنّ الفكر التكفيري هو فكر إسلامي لأنّ الفكر التكفيري ظهرعبرالتاريخ لدى الخوارج ولأغراض سياسية أهمّها الوصول إلى السلطة، فاستحلّوا دماء الصحابة رضي الله عنهم وقتلوا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، واليوم يظهر الفكر لنفس الأغراض، فاستحلوّا دماء المسلمين وغيرهم من الأبرياء للوصول إلى أغراض سياسية عن طريق الإرهاب.
-
نقاط التشابه والإختلاف بين تنظيمَي القاعدة وداعش.
٢ حزيران ٢٠١٧نقاط التشابه والإختلاف بين تنظيمَي القاعدة وداعش.
(مقتطف من بحث بعنوان: التنظيمات الأصوليّة في الشرق الأوسط وتأئيرها العقائدي والميداني وتداعياتها على لبنان وعلى الأوضاع العامّة في الشرق والعالَم)
إعداد: النقيب رواد المهتار
إشراف: المقدّم أنور حميّة
الفرق بين القاعدة وداعش
إنّ اسم "داعش" كان قبل بضعة سنوات غير مألوف بالنسبة لغالبيّة سكّان العالَم. أمّا اليوم فنرى أنّ الواقع أصبح مختلفاً تماماً. فقدْ أوجد هذا التنظيم المتطرّف، الذي غيّر اسمه حاليّاً ليصبح "تنظيم الدولة الإسلاميّة"، مكانة عالميّة وإعلاميّة تجعله يبدو تنظيماً قويّاً.
تعمل عمليّات الإحتلال الواسعة التي تترافق مع تنفيذ إعدامات جَماعيّة تُنشر ليشاهدها العالَم، وعمليّات قطع الرؤوس التي كان يشاهدها الرئيس باراك أوباما من غرفته في البيت الأبيض، على تثبيت تلك المكانة الجديدة للتنظيم الإسلامي على أنّه رأس حربة الإسلام المتطرّف. وخلال أشهر معدودة وبشكل لا مفرّ منه، فرَض تنظيم الدولة الإسلاميّة، المنبثق عن القاعدة، سيطرته، كممثّل أساسي ووحيد للإسلام المتطرّف، على مناطق واسعة آخذاً في الواقع مكان القاعدة.
مصدر التنظيمَيْن
أوّلاً، كما سبق وأشرنا، إنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة سبق التنظيم الممثّل للقاعدة في العراق. وداعش، بعد فترة قصيرة من بدء عملها تحت حماية القاعدة، بدأت تنفيذ عمليّات عنيفة ، مثل عمليّات الإنتحار، الإختطاف والإعدام في العراق، دون تنسيق مع "القيادة"، ممّا أثار خلافات أدّت لاحقاً إلى انفصال التنظيمَيْن. ترافق ذلك الإنفصال مع إطلاق تصريحات حادّة من قبَل الطرفَين: ادّعت داعش أنّ القاعدة باتت تنحرف عن مسارها النزيه ولم تعد قاعدة الجهاد العالمي. وبالمقابل، صرّحَت القاعدة أنّ لا علاقة لتنظيم "داعش" بها وطلبَت عدم التعاون معه. كما أعلن قائد التنظيم، أبو بكر البغدادي، نفسه خليفة. يتوق التنظيم لاستعادة الأمجاد السابقة وإقامة الخلافة التاريخيّة من خلال احتلال كلّ العالَم. هذا التصريح للبغدادي يبشّر العالَم بأنّ من سيتبع طريق الرسول محمّد (ص) موجود الآن في العالَم، وكلّ من لا يذعن له يُعتبر كافراً. أفراد القاعدة أيضاً تشملهم قائمة "الكفرة".
طريقة العمل
لا يملك تنظيم القاعدة جيشاً نظاميّاً. يختبئ قادة التنظيم ويعمل التنظيم على شكل خلايا وفروع. أشهَر فروع القاعدة حاليّاً هي جبهة النصرة التي تشارك، بشكل فاعل، في القتال ضدّ جيش الأسد في الحرب الأهليّة السوريّة. ولدى القاعدة مئات إن لم يكن آلاف الفروع الأخرى، ومنها "الشباب"، وهي الحركة التي تنشط في الصومال، والجماعة الإسلاميّة التي تنشط في اندونيسيا (واحدة من العمليّات التي نفّذَتها هي تفجير الملهى الليلي في بالي عام ٢٠٠٢ والذي ذهب ضحيّته ٢٠٢ شخصاً)، كما أنّ أيمن الظواهري أعلن مؤخّراً عن إقامة فرع للقاعدة في الهند. هنالك خلاف اليوم بين الدول الغربيّة بخصوص علاقة القاعدة مع "بوكو حرام" من نيجيريا و"أنصار الدين" وهي الحركة التي سيطرَت على مناطق واسعة من شمال مالي. تشير التقديرات إلى أنّ تلك التنظيمات تعمل منفردة وهناك تعاون بينها.
بالمقابل، يطمح تنظيم الدولة الإسلاميّة، فيما يتلاءم مع اسمه، إلى إقامة كينونة سياسيّة مستقلّة، التي هي دولة بحدّ ذاتها. يفرض أفراد التنظيم نظام شريعة متشدّداً جدّاً في كلّ مدينة يحتلّونها، وعلى رأس تلك المدن الرقّة، التي هي عاصمتهم فعليّاً.
الأعداء
يدّعي كلّ من تنظيم القاعدة والدولة الإسلاميّة محاربة "الكفرة". يمكن أن نجد تحت هذا التعريف كلّ الذين لا يعيشون حياة مسلمة سنّيّة متشدّدة (يصلّي خمس مرّات، لا يحتسي الكحول، إلخ). هذا يتعلّق بكلّ من هم ليسوا يهوداً أو مسيحيّين، وهؤلاء أيضاً عليهم دفع الجزية.
ورغم ذلك نجد فارقاً في أهداف كلّ من التنظيمَين. بينما تعمل القاعدة في كلّ العالَم ضدّ أهداف الكفرة وتركّز جهودها على القيام بعمليّات نوعيّة كبيرة ضدّ أهداف غربيّة (مثل تفجيرات ١١/٩، في أميركا وتفجير القطار الأرضي في اسبانيا وغيرها)، نجد أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة يحارب أعداءً ضعفاء. إنّ إنجازات تنظيم الدولة الإسلاميّة التوسّعيّة هي فقط في المناطق الخالية من سيطرة دولة العراق ما بعد صدّام حسين، وفي سوريا المتفكّكة. أمّا في مناطق الحكم المركزي فليس هناك مكان للحكم المركزي للدولة، وبرأي الكثيرين أنّ ما من سيطرة عليه.
الزيّ
من إحدى الطرق الهامّة التي يتمّ انتهاجها لتحقيق النجاح في القرن الـ٢١ هي التسويق لكسب الشعبيّة. يبدو أنّ الدولة الإسلاميّة في هذا المجال تجاوزَت القاعدة منذ زمن. إن كان الناس حول العالَم قد جذبَتهم شخصيّة بن لادن القويّة، أو بدلاً من ذلك تعجّبوا من مهاجمة "رمز العالَم الغربي والحرّ" على شكل تفجيرات ١١/٩، فإنّ الوضع اليوم تغيّر. الدولة الإسلاميّة "أنيقة" وتجذب المسلمين المتطرّفين أكثر. تبدو الفيديوهات العنيفة التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلاميّة للغربيّين فيديوهات مروّعة، إلّا أنّه من خلالها تستطيع الدولة الإسلاميّة دخول قلوب الكثير من المسلمين الذين يشعرون أنّ "الفريضة" هي النهوض وترك حياتهم المريحة والمشاركة في القتال. إعلان شخص ما عن انضمامه أو دعمه للدولة الإسلاميّة هو موضة، الأمر الذي يترك انطباعاً عند الآخرين تماماً مثل شراء "سيّارة بي. أم. دبليو" جديدة. يمكننا أن نتساءل إلى متى ستبقى تلك "الموضة" دارجة، متى ستنتهي، وما الذي سيحلّ مكانها وماذا سيفعل مؤيّدو الدولة الإسلاميّة المتحمّسون عندما لا يعود ذلك التنظيم "ضمن الموضة". برزَت اختلافات وخلافات بين داعش والتنظيم الأمّ "القاعدة"، مع تغيير طريق الإدارة والتجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعاً يعود بشكل كبير، بحسب خبرات الجماعات المتطرّفة إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كلّ من التنظيمَين المتطرّفَين.
وتميّز ٤ فروق رئيسيّة بين تنظيمَي القاعدة وداعش رغم التطابق الأيديولوجي والصلاة العميقة التي تجمعهما.
تتجلّى تلك الفروقات بما يلي:
- بداية التجنيد
كان تنظيم القاعدة يضع شروطاً لانضمام المقاتلين إلى صفوفه، ويخضعهم لاختبارات الخلفيّة الدينيّة والولاء بناءً على التطرّف الفكري الممنهج كما التدريبات العسكريّة القاسية. بينما يضمّ تنظيم داعش إلى صفوفه كُلَّ من بايع زعيمه، سواء ممّن أقلع حديثاً عن المخدّرات أو مَن لديه سوابق إجراميّة، أو من تعاطَف مع التتنظيم سريعاً ليكلّف فوراً بتنفيذ عمليّة نوعيّة.
- الإنترنت
الفرق بين التنظيمَين في التعاطي مع الإنترنت شاسع، حيث كانت استفادة القاعدة من الإنترنت محدودة واقتصرَت على بعض المنتديات والنوافذ، وهو أمر تجاوزه داعش باستغلاله جميع الثروات المعلوماتيّة والتطبيقات الحديثة للحشد والتجنيد، وأسّس مجموعات للمحادثات وشبكة مراسلات للتجنيد عبر موقع تويتر، وهي المساحة الزرقاء الأكثر إغراءً واستثماراً من قبَل التنظيم.
- الوحشيّة
تمثّلَت أعمال الوحشيّة التي نفّذها تنظيم القاعدة بالقتل والإغتيال والعمليّات الإنتحاريّة، لكنّ داعش تجاوَز كلّ هذا وأكثرَ من عمليّات قطع الرؤوس وحرْق الأسرى أو إغراقهم أحياء. كما أَدخَل الأطفال في عمليّات تنفيذ الإعدامات أمام كاميرات عالية الدقّة ليتابعها الملايين عبر الإنترنت.
- وربّما الإختلاف الأبرز بين التنظيمَين يكمن في فكرة "الدولة".
لم يصدرعن تنظيم القاعدة على مدى عقدَين ما يشير إلى نيّته في احتلال أراضٍ أو قضم مناطق وعزلها والتمدّد فيها، فيما أراد داعش على العكس أن يتشبّه بالدول عبر إقامة مؤسّسات سياسيّة وماليّة وقضائيّة وفرض قوانين صارمة على السكّان.
الخاتمة
بالعودة إلى الخلفيّة الإجتماعيّة التي تقف وراء ظهور هذه الحركات الأصوليّة ومقاربتها بالتغيّرات الإجتماعيّة المعهودة، وما تلا ذلك من تفصيل حول كيان وطريقة عمل هذه الحركات، نجد أنّ هناك ضرورة للعمل على مكافحة هذه الآفة بكلّ ما أوتينا من إمكانيّات. وهذه المكافحة يجب ألّا تأخذ الطابع القتالي فقط، بل يجب العمل على المستوى الفكري أيضاً في مجال نشر الوعي الفكري والديني على عدم صوابيّة هذا المعتقَد، كما يجب تنمية المجتمعات والتخفيف من الفقر والعوز فيها وتخفيف الظلم وإحقاق العدالة الإجتماعيّة كَي لا يشعر أيّ فرد في المجتمع بالغبن أو الظلم.
كما يجب تطوير مجتمعنا وتوجيهه نحو الحداثة، مع الحفاظ على القيَم الدينيّة الموروثة عبْر الأجيال السابقة، ومحاولة معالجة المشكلات الطارئة، كالنزوح السوري إلى لبنان، ومشكلة المخيّمات الفلسطينيّة بالطرق المثلى. وقيام جمعيّات أهليّة رديفة للدولة لنشر التوعية ومساعدتها في حلّ المعضلات القائمة، بالتعاون مع المنظّمات الأهليّة والدينيّة التي تلعب دَوراً مهمّاً في هذا الميدان، وإطلاق العنان للأجهزة الأمنيّة للتحرّك في مكافحة الإرهاب، وعدم وضع العصي في الدواليب للحدّ قدرات تلك المؤسّسات.
...للمزيد -
قريبًا..ستفتح بريدك الالكتروني باستخدام ''وجهك'' وليس ''كلمة مرور''
٢١ كانون الثاني ٢٠١٥هل تخيلت يومًا أن يكون ٣٩;٣٩;وجهك٣٩;٣٩; هو مفتاح عبورك لأي موقع أو تطبيق الكتروني عوضًّا عن إدخال كلمة مرور طويلة ومعقدة وسهلة النسيان؟.. إجابتك ستكون بالطبع لا، ولكن الواقع العلمي والتكنولوجي الثري دائمًا ما يفاجئك بالاختراعات المذهلة، والتي أحدثها - وليس آخرها - تطبيق True Key الجديد.
ووفقًا لصحيفة ٣٩;٣٩;يو إس إيه توداي٣٩;٣٩; الأمريكية، فإن هذا التطبيق يمثل نقلة نوعية في مجال القياسات الحيوية (البيومترية)؛ من خلال استخدام وجه المستخدم للدخول في أي موقع الكتروني بدلًا من إدخال كلمة مرور، ويتم ذلك من خلال التقاط التطبيق صورة لوجه المستخدم باستخدام الكاميرا المُلحة بجهاز الحاسب الخاص به.
...للمزيد -
اكتشاف نوع انتحاري من النمل.. يفجر نفسه ليقتل الأعداء
٥ حزيران ٢٠١٤
...للمزيد
اكتشف فريق دولي من العلماء ظاهرة فريدة من نوعها لدى نوع من النمل الأبيض، تتمثل في حمل عبوات من سائل سام من قبل أفراد النمل الأكبر سنا، ليقوموا بتفجيرها في حال تعرض السرب لهجوم معاد، مضحين بذلك بحياتهم من أجل الجماعة
ورجح الباحثون، تحت إشراف جان شوبوتنيك من الأكاديمية الفنية للعلوم في براغ، في دراستهم التي تنشرها مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، أن النمل كبير السن هو الذي يقوم بهذه المهمة بسبب تراجع قوة أسنانه وتراجع فعاليتها في البحث عن غذاء للسرب مما يجعل "شيوخ" النمل يخدمون سربهم بهذه الطريقة.
واكتشف الباحثون "أكياسا متفجرة" على ظهر النمل من فصيلة "نيوكابريترميس تاركوا" وقالوا إن هذه الأكياس موجودة في الجزء الذي يربط صدر النمل بمؤخرته، وإنه يمكن التعرف بشكل جيد على هذه الحقائب من خلال اللون الأزرق لدى بعض النمل، واللون الأبيض لدى البعض الآخر.