|
|
١١ تشرين ثاني ٢٠٢٤
من منطلق مسؤوليتكم الوطنية ومن مبدأ أن كل مواطن خفير، شاركونا أية معلومات تعتقدون أنها قد تكون في مصلحة حماية الوطن والمواطن، وذلك من خلال التواصل معنا عبر خانة (اتصل بنا) دون الافصاح عن هوياتكم إذا اردتم
دراسات مختلفة
  • مكافحة الإرهاب دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب.

    ١٣ حزيران ٢٠١٧

    مكافحة الإرهاب

    دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب.

    تأليف: علي بن سعيد بن عواض عسيري

     

          الإستراتيجيّة الضّروريّة للعمل ضدّ الإرهاب على مستوى العالم

    من العلامات المبشّرة أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما تُدرك على ما يبدو خطورة الأزمة العالمية الراهنة، التي لا يمكن التصدي لها من دون مقاربة جديدة، شاملة ومتعدّدة الجوانب تتخذها الولايات المتحدة. أول التحديات وأهمها هو إستعادة صورة أميركا التي عانت تدهوراً غير مسبوق في السنوات الأخيرة في شتى أرجاء العالم، وخصوصاً في العالم الإسلامي. وبعث خطاب القسم الذي ألقاه أوباما في العشرين من كانون الثاني/يناير ٢٠٠٩ برسالة قوية ومشجعة إلى الأمة الإسلامية: الولايات المتحدة تسعى إلى إتخاذ "طريق جديد تسير/عليه قُدماً، معتمدةً على المصلحة المتبادلة والإحترام المتبادل". وبعد بضعة أيام, أوفى بعهده فأمر بإغلاق سجن غوانتانامو السيئ الصيت، وحظّر تعذيب المتهمين بالإرهاب في أثناء مدة الإحتجاز. وسوف تفرض هذة الخطوات، إذا أضيفت إلى مقاربة أمريكية أكثر إبتكاراً وذكاءً وتعاوناً بغرض التعامل مع قضايا التطرف والإرهاب، تأثيراً مستداماً من شأنه أن يعكس مسار موجة الإرهاب العالمي الذي يستمد إلهامه من القاعدة، ويحسّن صورة أمريكا في العالم، وخصوصاً في البلاد الإسلامية التي تواجه تهديدات إرهابية دائمة.

    الزمن وحده كفيل بإظهار إمكانية إبتعاد مقاربة الولايات المتحدة لشؤون العالم عن الإستخدام الطائش والمتهوّر للقوّة بوصفها الخيار الرئيس والأول لمكافحة الإرهاب، مثلما كانت النزعة السائدة طيلة عهد إدارة بوش ولايتيه، وتتحوّل إلى إستخدام "القوّة الذكية"، كما ذكرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في أثناء جلسة الإستماع في مجلس الشيوخ للموافقة على تسلمها المنصب، لمواجهة الإرهاب الدولي.

    لكن على وجه العموم، يجب الإقتناع بإستحالة إستئصال شأفة الإرهاب الدولي في غياب مقاربة مشتركة تطبّقها الدول بطريقة حازمة وصارمة وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وأهدافهما، بما في ذلك قانون إحترام حقوق الإنسان. وعلى المجتمع الدولي إظهار إلتزامه الثابت بمنع الإرهاب وإستئصاله ومكافحته عبر تبنّي إجراءات متعدّدة الجوانب. ويجب على الدول الوفاء بإلتزاماتها طوعاً وعن طيب خاطر في ما يتعلّق بتوقي الإرهاب والقضاء عليه.

     يجب على الدول المبادرة إلى إتخاذ إجراءات عملية وملموسة لإستئصال شأفة الإرهاب، بوصفها جزءاً من إلتزامها بالتعاون في هذا المجال. ولكن في ضوء إستمرار الأحداث الإرهابية المأساوية، إزدادت الحاجة إلى تقوية التعاون الثنائي والدول لمكافحة الإرهاب. وإعتماداً على مبادئ الناظمة للتعاون الدولي في هذا المجال، يمكن تبني إجراءات إضافية للتنفيذ الفوري في سبيل تعزيز قدرة العالم على الفعل ومقدرة الدول على التصدي لهذه التهديدات الجديدة.

    وفيما تبقى صياغة قوانين وقائية على المستوى المحلي إعتباراً يحظى بالأولوية، فإن التعاون على المستويين الإقليمي والدولي ليس أقل أهمية لمكافحة آفة الإرهاب. لذلك، ستوفر المقاربة المتعددة الشعب وسيلة أشد فاعلية لإستئصال الإرهاب من على وجه الأرض. إن مشكلة الإرهاب لا تنحصر في بضعة بلدان فقط، بل هي ظاهرة عالمية إكتسحت العالم عموماً وأصبح عدد كبير من الدول هدفاً لهذا الخطرالداهم. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، مثلت المملكة العربية السعودية هدفاً رئيسياً للإرهابيين. ومكافحة الإرهاب تتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمواجهة الإرهابيين، ومنعهم من إستخدام أراضي البلدان التي يعيشون فيها منصة إنطلاق لممارسة أنشطتهم الهدامة. ولهذا السبب فإن من مسؤولية الدول المحبة للسلام كلها القيام بعمل شامل ضمن إطار الشرعية الدولية لإستئصال الإرهاب والقضاء عليه.

    يمكن للتعاون الوثيق والتنسيق المشترك على المستوى الدولي أن يحدثا فارقاً مهماً عبر إبتكار مقاربة فاعلة وتطويرها وتطبيقها لتقليص خطر الإرهاب، ثم القضاء عليه وإستئصاله من العالم في نهاية المطاف. فالقوة وحدها لن تقضي على الإرهاب. إنها معركة لكسب القلوب والعقول. والإرهاب ظاهرة شنيعة، ولا مكان له في الإسلام؛ لأنه محرم شرعاً بطريقة حاسمة وحازمة وواضحة لا لبس فيها. وإسترشاداً بمبادئ الإسلام وأركانه، إتخذت الحكومة السعودية عدة إجراءات إستراتيجية لمواجهة الإرهاب، أدت إلى نتائج إيجابية على مدى السنين.

    بالإضافة إلى ضرورة قيام حكومات دول العالم بإتخاذ إجراءات داخلية، يبقى العامل الهام والحاسم في الجهد المشترك والمتراكم لمكافحة الإرهاب بنجاح متمثلاً بالقضاء على بؤر تجنيد الإرهابيين أينما كانت.

    وفي هذا السياق يجب التمييز بطريقة نزيهة وموضوعية بين "الإدارة الحقيقية للناس في منطقة من المناطق" وبين "جهود الإرهابيين ومساعيهم".

    ففي أعقاب هجمات الحادي من أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة، أعتبرت عمليات "المقاومة الوطنية في سبيل التحرر" خطأً أنشطة إرهابية"، وذلك خلافاً لما هو سائد ومقبول على مدى عقود من السنين. في الوقت ذاته، مُنعت بعض الشعوب من التمتع بحقوقها غير القابلة للتصرف، فيما تعرض غيرها لمعاملة وحشية لا توصف، وعانى حالة مزرية من البؤس والحرمان يجب عدم السماح باستمرار مثل هذه الاوضاع المؤسفة, وحث البلدان المسؤولة عنها على التوصل إلى حل وفقاً لقرارات الامم المتحدة التي تصدر بهذا الشأن بين الحين والاخر.

    ولاريب في أن استئصال الارهاب من العالم سيبقى حلماً بعيد المنال إذا لم يتم بسرعة القضاء على أماكن تجنيد الإرهابيين عبر جهد دولي مخلص ومشترك.

    إن القضاء على الارهاب هو منافسة حامية على كسب تأييد الناس، أولئك الذين يتورطون في الأعمال الإرهابية أو يمكن أن يتورطوا فيها, فضلاًعن أولئك الذين عانوا مثل هذه الأفعال الشنيعة أو كانوا أهدافاً وضحايا محتملة لها. وفي حين يجب إقناع أفراد الفئة الأولى بقطع صلاتهم بالارهاب والامتناع عن القيام بمزيد من الاعمال الارهابية الفظيعة, فإنه من الضروري أن يصبح أفراد الفئة الثانية شركاء فاعلين ومبادرين في الهدف النهائي المتمثل باستئصال آفة الارهاب من العالم. ومن المستحيل إبادة الإرهابيين كلهم        وإزالتهم من الوجود دفعة واحدة, تلك حقيقة يجب أن ندركها ونعيها جيداً. فما إن تقتل عشرة, حتى يأخذ محلهم عشرة غيرهم أو حتى عشرون لذلك, يجب إقناعهم بأن ما يفعلونه شر مطلق يتناقض مع أي معتقد يؤمنون به. الإرهاب جريمة ضد الإنسانية, ولا يوجد دين في العالم, خصوصاً الإسلام, يبيح لأتباعه قتل الابرياء من بني البشر. الحياة مقدسة ولها حرمة, ولا يملك إنسان الحق بالإعتداء عليها. يجب أن يعرفوا هذه الحقيقة. ويجب أن يحترموها.

    في الوقت ذاته, يجب على المجتمع الدولي أيضاً التركيز على رفع الظلم الذي عانته, أو لا تزال تعانيه, مختلف شعوب العالم. يجب القضاء على أماكن تجنيد الارهابيين إذا أراد المجتمع الدولي تحقيق الهدف النهائي المتمثل باستئصال شأفة الارهاب و بلواه من العالم.

    و لا بد لأي تدبير ناجح يتخذ لمكافحة الارهاب إلا أن يكون شاملاً, ولن يفيد هدف استئصال الارهاب مجرد اعتقال المتورطين وزجهم في السجون, في حين يبقى المسؤولون عن التمويل و التسهيل يجوبون الشوارع بحرية, ثم يخططون لإلحاق مزيد من الأذى و الضرر بالبشرية. لذلك كله, من الضروري وضع إستراتيجية شاملة ومدروسة وكلة الأمد لمكافحة الارهاب و القضاء على آفته و بلواه, بالإضافة إلى تبني إستراتيجية قصيرة الأمد لتدمير قنوات الخطر المحتمل جميعها. ولا يمكن للعالم أن ينعم يوماً ما بالأمان في بيئة خالية من الإرهاب وينجو من العواقب الوخيمة والتبعات المدمرة لآفته وبلواه إلا عبر توليفة فاعلة تجمع المقربتين معاً.

     

    المسعى نحو عالم متحرر من بلاء الإرهاب

    من العوامل الحاسمة في أهمّيتها في الحرب على الارهاب هي تلاحم بلدان العالم كلها في المسعى الدؤوب لاستئصال شأفة الارهاب وإقتلاع جذور الشر ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا وضعت ركائز عادلة وأسس مشروعة لفهم ما يصيب عدداً كبيراً من الناس في العالم من محن وبلايا, وما يتعرضون له من حرمان من حقوقهم الاساسية, فضلاً عن منعهم من الحصول على الفرص في مجالات التعليم والعمل والارتقاء الاجتماعي والتمكين. وفي الحقيقة, تعدّ هذه قضايا مهمة تعيق التقدم نحو صياغة إستراتيجية فاعلة للمسعى الناجح باتجاه النهائي المنشود.

    ومن الحقائق المعروفة بداهةً أن إيجاد فرص لبعض الناس يجب ألا يتم بمنعها عن غيرهم, وأن منح الحقوق الاساسية والحريات الاجتماعية للقلة يجب ألا يؤدي إلى حرمان الاكثرية منها. من الضروري مكافحة التمييز ليكون بذلك منطلقاً لسكان العالم كافة لتحقيق أحلامهم المشروعة. ولا ريب في أنّ حرمان شريحة ضخمة من سكان العالم من هذه الحقوق الانسانية الاساسية يوفر تربة خصبة لنمو بذرة التفكير المنحرف.

    وفي حين تبقى القوة خيراً, إلا انها ليست الوسيلة الصحيحة للقضاء على التفكير الارهابي والاعمال الارهابية. أما الحل فيكمن في صياغة فهم عملي وعميق لدى اللاعبين الاساسيين المنخرطين في القضاء على هذه الآفة, إعتماداً على الاعتراف بحقوق سكان العالم غير القابلة للتصرف من دون اي تحييز او احكام سابقة ترتكز على الطبقة او اللون او الاعتقاد. و يرتبط ايضاً باتباع سياسة التعليم والاصلاح بوصفها جزءاً من طريقة مقاربة السلطات المعنية لهذه الآفة المهلكة.

    لقد نجحت المملكة العربية السعودية في جمع الاجزاء المهمة كلها معاً عبر صياغة سياسة فاعلة ومبادرة وقابلة للتطبيق, وتناسب ثقافتها وبيئتها من اجل التصدي لسرطان الارهاب. وظهرت دلائل كثيرة وعلامات وفيرة على نجاحها في المهمة داخل اراضيها مما جعل عدداً من البلدان الاخرى تبدي اهتماماً بمحاكاة الاستراتيجية السعودية للتصدي للارهاب فيها. فالنموذج السعودي مزيج من الخطوات المحلية الوثيقة الصلة بمجتمعه ومتطلباته وحاجاته, ويضم مكوّنات المقاربة الفاعلة كلها التي يمكن تعديلها وتكييفها بسهولة لتناسب بلدان العالم الاخرى.

    في المسعى الدؤوب لمكافحة الارهاب, يجب ان نتذكر حقيقة أنّ بمقدور اي بلد التعلم من الاسراتيجيات المتبعة في البلدان الاخرى, ولكن في النهاية يجب ان تكون استراتيجيته محلية نابعة من بيئته كي تحقق النجاح. وربما توجد اوجه تشابه واضحة في الاوضاع بين بلدين قد تشجع قادة احدهما على الاستفادة من تجربة الآخر, ولكن لابد ايضاً من وجود فوارق واختلافات تحول دون عملية نسخ كاملة لجوانب الاستراتيجية ومكوناتها كلها. اما الوصفة الناجعة فهي تعديل المعايير الرئيسية وتكييف المقاييس الاساسية لتتواءم مع الحاجات الوطنية, ثم مزجها مع المتطلبات المحلية للحصول على افضل النتائج الممكنة.

    يظهر ذلك كله ان من الممكن خوض الحرب على الارهاب وتحقيق النصر فيها, بفضل الارادة والعزيمة والتصميم, والاحساس بالهموم الحقيقة لسكان العالم وما يعانونه من ظلم وحرمان. فعلى الرغم من كل شيء, تبقى الحرب على الارهاب ذات اهمية في حسم قدرة البشر على البقاء والحفاظ على قيمهم النبيلة. 

  • مخاطر الفكر التكفيري على لبنان وسبل الحد منها على الصعيدين الإجرائي والقانوني

    ٢ حزيران ٢٠١٧

    يخطئ من يعتقد أنّ الفكر التكفيري هو فكر إسلامي لأنّ الفكر التكفيري ظهرعبرالتاريخ لدى الخوارج ولأغراض سياسية أهمّها الوصول إلى السلطة، فاستحلّوا دماء الصحابة رضي الله عنهم وقتلوا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، واليوم يظهر الفكر لنفس الأغراض، فاستحلوّا دماء المسلمين وغيرهم من الأبرياء للوصول إلى أغراض سياسية عن طريق الإرهاب.

  • نقاط التشابه والإختلاف بين تنظيمَي القاعدة وداعش.

    ٢ حزيران ٢٠١٧

     

    نقاط التشابه والإختلاف بين تنظيمَي القاعدة وداعش.

     

     

     

    (مقتطف من بحث بعنوان: التنظيمات الأصوليّة في الشرق الأوسط وتأئيرها العقائدي والميداني وتداعياتها على لبنان وعلى الأوضاع العامّة في الشرق والعالَم)

     

     

     

     

     

     

     

    إعداد: النقيب رواد المهتار

    إشراف: المقدّم أنور حميّة

     

     

    الفرق بين القاعدة وداعش

    إنّ اسم "داعش" كان قبل بضعة سنوات غير مألوف بالنسبة لغالبيّة سكّان العالَم. أمّا اليوم فنرى أنّ الواقع أصبح مختلفاً تماماً. فقدْ أوجد هذا التنظيم المتطرّف، الذي غيّر اسمه حاليّاً ليصبح "تنظيم الدولة الإسلاميّة"، مكانة عالميّة وإعلاميّة تجعله يبدو تنظيماً قويّاً.

    تعمل عمليّات الإحتلال الواسعة التي تترافق مع تنفيذ إعدامات جَماعيّة تُنشر ليشاهدها العالَم، وعمليّات قطع الرؤوس التي كان يشاهدها الرئيس باراك أوباما من غرفته في البيت الأبيض، على تثبيت تلك المكانة الجديدة للتنظيم الإسلامي على أنّه رأس حربة الإسلام المتطرّف. وخلال أشهر معدودة وبشكل لا مفرّ منه، فرَض تنظيم الدولة الإسلاميّة، المنبثق عن القاعدة، سيطرته، كممثّل أساسي ووحيد للإسلام المتطرّف، على مناطق واسعة آخذاً في الواقع مكان القاعدة.

     

    مصدر التنظيمَيْن

    أوّلاً، كما سبق وأشرنا، إنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة سبق التنظيم الممثّل للقاعدة في العراق. وداعش، بعد فترة قصيرة من بدء عملها تحت حماية القاعدة، بدأت تنفيذ عمليّات عنيفة ، مثل عمليّات الإنتحار، الإختطاف والإعدام في العراق، دون تنسيق مع "القيادة"، ممّا أثار خلافات أدّت لاحقاً إلى انفصال التنظيمَيْن. ترافق ذلك الإنفصال مع إطلاق تصريحات حادّة من قبَل الطرفَين: ادّعت داعش أنّ القاعدة باتت تنحرف عن مسارها النزيه ولم تعد قاعدة الجهاد العالمي. وبالمقابل، صرّحَت القاعدة أنّ لا علاقة لتنظيم "داعش" بها وطلبَت عدم التعاون معه. كما أعلن قائد التنظيم، أبو بكر البغدادي، نفسه خليفة. يتوق التنظيم لاستعادة الأمجاد السابقة وإقامة الخلافة التاريخيّة من خلال احتلال كلّ العالَم. هذا التصريح للبغدادي يبشّر العالَم بأنّ من سيتبع طريق الرسول محمّد (ص) موجود الآن في العالَم، وكلّ من لا يذعن له يُعتبر كافراً. أفراد القاعدة أيضاً تشملهم قائمة "الكفرة".

     

    طريقة العمل

    لا يملك تنظيم القاعدة جيشاً نظاميّاً. يختبئ قادة التنظيم ويعمل التنظيم على شكل خلايا وفروع. أشهَر فروع القاعدة حاليّاً هي جبهة النصرة التي تشارك، بشكل فاعل، في القتال ضدّ جيش الأسد في الحرب الأهليّة السوريّة. ولدى القاعدة مئات إن لم يكن آلاف الفروع الأخرى، ومنها "الشباب"، وهي الحركة التي تنشط في الصومال، والجماعة الإسلاميّة التي تنشط في اندونيسيا (واحدة من العمليّات التي نفّذَتها هي تفجير الملهى الليلي في بالي عام ٢٠٠٢ والذي ذهب ضحيّته ٢٠٢ شخصاً)، كما أنّ أيمن الظواهري أعلن مؤخّراً عن إقامة فرع للقاعدة في الهند. هنالك خلاف اليوم بين الدول الغربيّة بخصوص علاقة القاعدة مع "بوكو حرام" من نيجيريا و"أنصار الدين" وهي الحركة التي سيطرَت على مناطق واسعة من شمال مالي. تشير التقديرات إلى أنّ تلك التنظيمات تعمل منفردة وهناك تعاون بينها.

    بالمقابل، يطمح تنظيم الدولة الإسلاميّة، فيما يتلاءم مع اسمه، إلى إقامة كينونة سياسيّة مستقلّة، التي هي دولة بحدّ ذاتها. يفرض أفراد التنظيم نظام شريعة متشدّداً جدّاً في كلّ مدينة يحتلّونها، وعلى رأس تلك المدن الرقّة، التي هي عاصمتهم فعليّاً.

     

    الأعداء

    يدّعي كلّ من تنظيم القاعدة والدولة الإسلاميّة محاربة "الكفرة". يمكن أن نجد تحت هذا التعريف كلّ الذين لا يعيشون حياة مسلمة سنّيّة متشدّدة (يصلّي خمس مرّات، لا يحتسي الكحول، إلخ). هذا يتعلّق بكلّ من هم ليسوا يهوداً أو مسيحيّين، وهؤلاء أيضاً عليهم دفع الجزية.

    ورغم ذلك نجد فارقاً في أهداف كلّ من التنظيمَين. بينما تعمل القاعدة في كلّ العالَم ضدّ أهداف الكفرة وتركّز جهودها على القيام بعمليّات نوعيّة كبيرة ضدّ أهداف غربيّة (مثل تفجيرات ١١/٩، في أميركا وتفجير القطار الأرضي في اسبانيا وغيرها)، نجد أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة يحارب أعداءً ضعفاء. إنّ إنجازات تنظيم الدولة الإسلاميّة التوسّعيّة هي فقط في المناطق الخالية من سيطرة دولة العراق ما بعد صدّام حسين، وفي سوريا المتفكّكة. أمّا في مناطق الحكم المركزي فليس هناك مكان للحكم المركزي للدولة، وبرأي الكثيرين أنّ ما من سيطرة عليه.

     

    الزيّ

    من إحدى الطرق الهامّة التي يتمّ انتهاجها لتحقيق النجاح في القرن الـ٢١ هي التسويق لكسب الشعبيّة. يبدو أنّ الدولة الإسلاميّة في هذا المجال تجاوزَت القاعدة منذ زمن. إن كان الناس حول العالَم قد جذبَتهم شخصيّة بن لادن القويّة، أو بدلاً من ذلك تعجّبوا من مهاجمة "رمز العالَم الغربي والحرّ" على شكل تفجيرات ١١/٩، فإنّ الوضع اليوم تغيّر. الدولة الإسلاميّة "أنيقة" وتجذب المسلمين المتطرّفين أكثر. تبدو الفيديوهات العنيفة التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلاميّة للغربيّين فيديوهات مروّعة، إلّا أنّه من خلالها تستطيع الدولة الإسلاميّة دخول قلوب الكثير من المسلمين الذين يشعرون أنّ "الفريضة" هي النهوض وترك حياتهم المريحة والمشاركة في القتال. إعلان شخص ما عن انضمامه أو دعمه للدولة الإسلاميّة هو موضة، الأمر الذي يترك انطباعاً عند الآخرين تماماً مثل شراء "سيّارة بي. أم. دبليو" جديدة. يمكننا أن نتساءل إلى متى ستبقى تلك "الموضة" دارجة، متى ستنتهي، وما الذي سيحلّ مكانها وماذا سيفعل مؤيّدو الدولة الإسلاميّة المتحمّسون عندما لا يعود ذلك التنظيم "ضمن الموضة". برزَت اختلافات وخلافات بين داعش والتنظيم الأمّ "القاعدة"، مع تغيير طريق الإدارة والتجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعاً يعود بشكل كبير، بحسب خبرات الجماعات المتطرّفة إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كلّ من التنظيمَين المتطرّفَين.

    وتميّز ٤ فروق رئيسيّة بين تنظيمَي القاعدة وداعش رغم التطابق الأيديولوجي والصلاة العميقة التي تجمعهما.

    تتجلّى تلك الفروقات بما يلي:

    1.  بداية التجنيد

    كان تنظيم القاعدة يضع شروطاً لانضمام المقاتلين إلى صفوفه، ويخضعهم لاختبارات الخلفيّة الدينيّة والولاء بناءً على التطرّف الفكري الممنهج كما التدريبات العسكريّة القاسية. بينما يضمّ تنظيم داعش إلى صفوفه كُلَّ من بايع زعيمه، سواء ممّن أقلع حديثاً عن المخدّرات أو مَن لديه سوابق إجراميّة، أو من تعاطَف مع التتنظيم سريعاً ليكلّف فوراً بتنفيذ عمليّة نوعيّة.

    1.  الإنترنت

    الفرق بين التنظيمَين في التعاطي مع الإنترنت شاسع، حيث كانت استفادة القاعدة من الإنترنت محدودة واقتصرَت على بعض المنتديات والنوافذ، وهو أمر تجاوزه داعش باستغلاله جميع الثروات المعلوماتيّة والتطبيقات الحديثة للحشد والتجنيد، وأسّس مجموعات للمحادثات وشبكة مراسلات للتجنيد عبر موقع تويتر، وهي المساحة الزرقاء الأكثر إغراءً واستثماراً من قبَل التنظيم.

     

     

    1.  الوحشيّة

    تمثّلَت أعمال الوحشيّة التي نفّذها تنظيم القاعدة بالقتل والإغتيال والعمليّات الإنتحاريّة، لكنّ داعش تجاوَز كلّ هذا وأكثرَ من عمليّات قطع الرؤوس وحرْق الأسرى أو إغراقهم أحياء. كما أَدخَل الأطفال في عمليّات تنفيذ الإعدامات أمام كاميرات عالية الدقّة ليتابعها الملايين عبر الإنترنت.

    1. وربّما الإختلاف الأبرز بين التنظيمَين يكمن في فكرة "الدولة".

    لم يصدرعن تنظيم القاعدة على مدى عقدَين ما يشير إلى نيّته في احتلال أراضٍ أو قضم مناطق وعزلها والتمدّد فيها، فيما أراد داعش على العكس أن يتشبّه بالدول عبر إقامة مؤسّسات سياسيّة وماليّة وقضائيّة وفرض قوانين صارمة على السكّان.

     

    الخاتمة

    بالعودة إلى الخلفيّة الإجتماعيّة التي تقف وراء ظهور هذه الحركات الأصوليّة ومقاربتها بالتغيّرات الإجتماعيّة المعهودة، وما تلا ذلك من تفصيل حول كيان وطريقة عمل هذه الحركات، نجد أنّ هناك ضرورة للعمل على مكافحة هذه الآفة بكلّ ما أوتينا من إمكانيّات. وهذه المكافحة يجب ألّا تأخذ الطابع القتالي فقط، بل يجب العمل على المستوى الفكري أيضاً في مجال نشر الوعي الفكري والديني على عدم صوابيّة هذا المعتقَد، كما يجب تنمية المجتمعات والتخفيف من الفقر والعوز فيها وتخفيف الظلم وإحقاق العدالة الإجتماعيّة كَي لا يشعر أيّ فرد في المجتمع بالغبن أو الظلم.

    كما يجب تطوير مجتمعنا وتوجيهه نحو الحداثة، مع الحفاظ على القيَم الدينيّة الموروثة عبْر الأجيال السابقة، ومحاولة معالجة المشكلات الطارئة، كالنزوح السوري إلى لبنان، ومشكلة المخيّمات الفلسطينيّة بالطرق المثلى. وقيام جمعيّات أهليّة رديفة للدولة لنشر التوعية ومساعدتها في حلّ المعضلات القائمة، بالتعاون مع المنظّمات الأهليّة والدينيّة التي تلعب دَوراً مهمّاً في هذا الميدان، وإطلاق العنان للأجهزة الأمنيّة للتحرّك في مكافحة الإرهاب، وعدم وضع العصي في الدواليب للحدّ قدرات تلك المؤسّسات.

    ...للمزيد
  • قريبًا..ستفتح بريدك الالكتروني باستخدام ''وجهك'' وليس ''كلمة مرور''

    ٢١ كانون الثاني ٢٠١٥

    هل تخيلت يومًا أن يكون &#٣٩;&#٣٩;وجهك&#٣٩;&#٣٩; هو مفتاح عبورك لأي موقع أو تطبيق الكتروني عوضًّا عن إدخال كلمة مرور طويلة ومعقدة وسهلة النسيان؟.. إجابتك ستكون بالطبع لا، ولكن الواقع العلمي والتكنولوجي الثري دائمًا ما يفاجئك بالاختراعات المذهلة، والتي أحدثها - وليس آخرها - تطبيق True Key الجديد.

    ووفقًا لصحيفة &#٣٩;&#٣٩;يو إس إيه توداي&#٣٩;&#٣٩; الأمريكية، فإن هذا التطبيق يمثل نقلة نوعية في مجال القياسات الحيوية (البيومترية)؛ من خلال استخدام وجه المستخدم للدخول في أي موقع الكتروني بدلًا من إدخال كلمة مرور، ويتم ذلك من خلال التقاط التطبيق صورة لوجه المستخدم باستخدام الكاميرا المُلحة بجهاز الحاسب الخاص به.

    ...للمزيد
  • اكتشاف نوع انتحاري من النمل.. يفجر نفسه ليقتل الأعداء

    ٥ حزيران ٢٠١٤


    اكتشف فريق دولي من العلماء ظاهرة فريدة من نوعها لدى نوع من النمل الأبيض، تتمثل في حمل عبوات من سائل سام من قبل أفراد النمل الأكبر سنا، ليقوموا بتفجيرها في حال تعرض السرب لهجوم معاد، مضحين بذلك بحياتهم من أجل الجماعة
    ورجح الباحثون، تحت إشراف جان شوبوتنيك من الأكاديمية الفنية للعلوم في براغ، في دراستهم التي تنشرها مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، أن النمل كبير السن هو الذي يقوم بهذه المهمة بسبب تراجع قوة أسنانه وتراجع فعاليتها في البحث عن غذاء للسرب مما يجعل "شيوخ" النمل يخدمون سربهم بهذه الطريقة.

    واكتشف الباحثون "أكياسا متفجرة" على ظهر النمل من فصيلة "نيوكابريترميس تاركوا" وقالوا إن هذه الأكياس موجودة في الجزء الذي يربط صدر النمل بمؤخرته، وإنه يمكن التعرف بشكل جيد على هذه الحقائب من خلال اللون الأزرق لدى بعض النمل، واللون الأبيض لدى البعض الآخر.

     

    ...للمزيد